العودة إلى الصفحة الرئيسية لمنصة عين عربيّة

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

النصّ الأوّل: علم الدلالة أهمّ مراحل النشأة

النصّ1:                          علم الدلالة : أهمّ مراحل النشأة
علم الدلالة فرع من اللسانيّات يدرس المعنى. لقد اهتمّ الناس منذ أزمنة غابرة بمسألة المعنى ولكنّهم وقبل نهاية القرن التاسع عشر لم يحقّقوا غير تطوّر يسير. ولم يكن لعلم الدلالة بما هو حقل من الدراسة واضحُ المعالم أيّ وجود. ومع ذلك فعلى مدار هذا الوقت حاول اللساني الفرنسيّ "ميشال برايل" Michel Bréal الذي وضع مصطلح علم الدلالة محاولة جادّة وواسعة للنجاح لإدخال علم الدلالة في شواغل اللسانيّات الأروبيّة. وها هو علم الدلالة قد ترسّخت قدمه في اللسانيّات الأروبيّة منذ أن جعل اللسانيّ السويسريّ فردينان دي سوسيّر Ferdinand de Saussure الدليل اللغويّ linguistic sign حجز زاوية لنظرّياته المثيرة للاهتمام.
زيادة على ذلك فإنّ بعضا من أهمّ الأعمال في علم الدلالة أنجزها فلاسفة بداية من أواخر القرن التاسع عشر فصاعدا لكن ينبغي أن ننتظر طويلا قبل أن يصبح اللسانيّون معنيّون بهذا العمل وأن يشرعوا في عطف جهودهم على جهود الفلاسفة.
إلاّ أنّ اللسنيّين الأمريكيّين كانوا بالمقارنة مع نظرائهم الأروبيين معارضين لأن يراعوا المسائل الدلاليّة. فالعَلَمَان البارزان في وقت مبكّر من القرن العشرين أعني إدوارد سابير Edward Sapir وليونارد بلومفيلد  Leonard Bloomfieldلم يهملا إهمالا تامّا الموضوع ولكنّهما لم يقولا شيئا كبيرا فيه. وكان ورثة بلومفيلد ـ أعني البنيويين الأمريكيّين في السنوات 1940 و1950 ـ أكثر تشاؤما حول حظوظ تطبيق التقنيّات اللسانيّة بنجاح على هذا الغَيْض الظاهري الذي هو المعنى وكيف يطبّقون تلك التقنيّات وقد حدّدوا اللسانيّات فعليّا على أنّها حقل تُقصى منه الدلالة؟
لكن في ستّينات القرن العشرين وبعد ثورة شومسكي Chomsky شرعت قلّة من اللسانيين الأمريكيين في العناية بالمسائل الدلاليّة. كان هؤلاء جاهلين بالآداب الفلسفيّة الواسعة فكانت محاولاتهم الأولى كمن يخبط خبط عشواء ؛ لكن لم يمرّ وقت طويل حتّى صاروا يدركون [النتائج] وبدؤوا يصلون مجهوداتهم بجهود الفلاسفة. فلقد كان لعمل الفيلسوف الأمريكيّ "ريشارد مونتاغ" Richard Montague الأثر العظيم في اللسانيّين ومنذ ذلك الحين صارت أفكار "مونتاغ"  الأساس لعدد كبير من أهمّ الأعمال في علم الدلالة اللغويّة.
ومن أبرز الخطوات المتقدّمة نذكر خطوة واحدة تقدّمت شيئا فشيئا طيلة ستّينات القرن العشرين حين أمكن تحقيق فكرة تتمثّل في أنّه يوجد صنفان أساسيّان من المعنى اللغويّ. أمّا الصنف الأوّل من المعاني فناشئ ضمن الشكل اللغويّ وهو يحويه ويكون دائم الحضور في ذلك الشكل. وأمّا الصنف الثاني من المعاني فهو الحاصل من التفاعل بين الشكل اللغويّ لقول من الأقوال والسياق الذي قيل فيه.
واليوم نحن نفهم علم الدلالة على أنّه دراسة الصنف الأوّل لا غير في حين أُسند اسم جديد لدراسة الصنف الثاني هو التداوليّة Pragmatics ( مصطلح وضعه في واقع الأمر الفيلسوف الأمريكي "ش.س. بيرس" C.S. Peirce في القرن التاس عشر(.

R.L.Tarsk, key concepts in language and linguistics, pp268-270.

                                                                             تعريب الأستاذ توفيق قريرة
لتحميل النصّ: 
https://drive.google.com/file/d/0B5OAWpdHaWwBb1JDSXEyNXBDZVU/view?usp=sharing

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة المصادر والمراجع المعتمدة في درس  علوم دلاليّة تجدون روابط التحميل أسفل كلّ مرجع متاح وسيتم تحيين بقية الروابط كلما توفّرت 1 - ...